مُحتوى القُصَاصَة

 

 

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، والحمدُ لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعدُ،

أيّتها الحبيبة، أمَّ علي؛ في هذا الوقتِ (وقتِ السَّحَر)، أرجو الله أن يجزيَك عنّي وعن أبنائِنا كلَّ خيرٍ، وأن يغفرَ الله لك ولوالدتك ولنا جميعاً، وأن يكون جزاك الجنَّة في الفِرْدوس الأعلى.

 

 

قِصَّة القُصَاصَة

هو شهرُ الرَّحمات والكرامات، الذي قال فيه الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ}. (البقرة:185)، فيه ليالٍ فضيلات؛ حيثُ تتنزلُ الرَّحمات والخيرات والبركات، كان ذلك الشهر الكريم من عام 1432هـ / 2011م، فيه يقطف الإنسان ثمرة الطَّاعات والعبادات، وعنده يُوفَّق لاغتنام تلك النفحات، في تحقيق آمالٍ سعى لإيجادها والعيش في كنفها؛ حيثُ يجتبي الله فيه عباداً له، فيمنحهم القوّة ويوفقّهم لاغتنام فرص الطاعة في ذلك الوقت الثمين، وذلك كلّه بحولٍ من الله وقوّته وتوفيقه، لا بحَوْلٍ ولا قوّة أمٍّ ، يتوقُ قلبُها لكلِّ ما هو زادٌ، وترنو نفسها  لما تراه ضرورياً لحياة طيِّبة لمن احتوى قلبُها حبَّهم، ولا حولَ ولا قوَّة لأطفال لم يدركوا حقيقة عيشهم، ولا حولَ ولا قوَّة لشبابٍ في مقتبل عمرهم، تتصارعهم نزواتُ الشباب؛ من شهواتِ نفسٍ وصحبةِ صديقٍ، ومتطفّلٍ تقنيٍّ مَكَنُّوهُ من أنفسِهم حتَّى تاهوا في عالَمه، فقضى على جُلِّ وقتهم، فإذا بتلك القُصَاصَة، ترسم قصَّة توفيقٍ ونجاحٍ وعَطَاء، وقد كانت من أعظمِ الشَّهادات التي تمَّ استلمتها، لبساطتها وعُمقها وتأثيرها وجمالها، وإنْ خَلَت من التصميم فهي مصمّمة مع مكنونات القلب وخلجات الصَّدر، وإن لم تكن مطبوعة، فقد طُبعت حروفها في الحركات والسكنات وسائر الحياة، وإن لم تحوِ رَسْميَّة التعبير فهي مرسومة بأجمل المعاني والعبارات، وإنْ خالفت أصولَ التسليم، فقد تسلّمتها العقول والقلوب، حتَّى إنَّه قد تمَّ طيُّها والتراجعُ عن تسليمها.

كان الجميعُ مُتحلِّقاً ينتظر نورَ الصَّباح وبزوغَ فجره ونورٍ من الله في بصيرةٍ تقذف في قلوبٍ ترجو فضله، رحمات وسكينة غشيت الجميع، فجعلتْ منْ تلكَ الصَّالةِ الزاهيةِ ألوانُها، الدَّافئةِ مشاعرُها، العظيمُ حَدَثُها، روضةَ غنَّاء، يتبادل أفرادُها تلك المواضيع، ما بين تلاوة آياتٍ وقراءة حديثٍ، ودعاءٍ تراه يقيناً صعودُه إلى السَّماء، وتحسّ لطفَ إجابته على الأرض، إنَّها القُصَّاصة التي حوتَ ذلك الشكرَ والامتنانَ والدّعاءَ، لحصيلةِ أعوامٍ بذل فيها كلّ الاجتهادِ والتطرّقِ لكلِّ الأسباب، لصناعةِ ذلك الإنسان ليكون فوقَ الأرض، كتابُ اللهِ له منهجٌ وتعاليمه له زادٌ.

إنَّها قُصَاصَة من دفتر الحياة المؤمنة الطيّبة، ولكنَّها ((الخلاصة)) لفترة زمنية وشهادة نجاح مشروع تعادل درجته أعلى الدرجات من الماجستير والدكتوراه، إنَّها الفرحة بتلك القصاصة، وإن شئت قل: ((الشهادة))، وما حوت من إقرار لجهود ثلاثة وثلاثين عاماً، وثقّت بالقلم وزُيّنت بالعلم والعمل وحوت أجملَ الجمل.

الخلاصة: إنَّ جهودك لن تضيع، فهناك صحائفُ من الله تثبّتها، وآثارٌ على الأرض تشهدها، وجميلٌ أن يكون هناك ومِنْ حَوْلك منْ يُقَدِّرُها ويثمّنها ويسيرُ على خُطاها ويَرِثُ أثرَها ويقطفُ ثمرَتها.

لتحميل القصاصة القصاصة الأولى

النشرة البريدية

اشترك فى النشرة البريدية لمعرفة كل جيد عن الدكتورة نورة