مُحتوى القُصَاصَة
الأحفاد الأبطال، مشعل وعلي، عيدُكم مباركٌ، وكلَّ سنة وأنتم طيّبون. |
قِصَّة القُصَاصَة
قُصَاصَاتٌ جُمعت وجُمِعَ فيها الإحسانُ بأروع معانيه، بين حروفها تشعر بعمق وحنان الأبوّة، وبين سطورها ترى حُسنَ التربية وجمالَ الرّعاية، وبثّ روح الثّقة في المُستلم، وفي كلماتها تجد الاحترام، وبين ثناياها تتلمس الحنان والانتماء الوالدي الذي يشعّ به كلّ حرف من حروفها، {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}. (الفرقان:74).
إنَّها قُصَاصَةٌ من معين ذلك الدُّعاء الخالد، جُمعت فيها المتعةُ الهادفة لتشغيل الفكر وتنمية الحواس وربط الحياة بالمناسبات والتذكير بها، فيها تقديرُ المشاعر واستشعارها، وكرمُ العواطف وشمُولها، فيها توصيلُ المعلومة وإنعاش الذَّاكرة بأجود وأمتع ما يكون، كلُّ هذا وغيره من المعاني التربوية الأصيلة والإشارات الأبوية الهادية حوته هذه القُصَاصَات.
تمَّ تسليم أولى صفحاتها لأصحابها بعد ملاحظة بوادر حُزْنٍ بدتْ على مُحيَّاهم، عند علمهم بأنَّ هذا الجَدّ لن يكون معهم في عيد الفطر المبارك، وهم من يعوّلون عليه في “صفقة العيديات” التي ينتظرونها بشغف ويستعدّون للظفر بها؛ حيث تُمثّل لهم المموّلَ الأكبر، (كما عوَّدهم) في أعيادهم السَّابقة.
كان ذلك في شهر رمضان المبارك عام 1435هــ؛ حيث عزم الجدُّ للسَّفر من أجل أداء مناسك العمرة منفرداً، دون اصطحاب أفراد العائلة، فقد حالت ظروفٌ لمشاركتهم هذه الرّحلة، والتي عودّهم عليها سنوياً بالرغم من صغر سنهم، فأراد أن يطمئنهم على ذلك، فأعدَّ هذه القصاصة وأمر بتسليمها لهم في يوم العيد المبارك، فكان ذلك كما أراد، وتمَّ تتبّع المعلومات بدقَّة وإدراك الغنيمة بفرح وسرور، وتحقَّق كلُّ ما حوت هذه القُصَاصَة من أهداف.
إنَّها معانٍ وإشاراتٌ القليلُ مَنْ يلقي لها بالاً وتأثيراً في تعامله مع جيل اليوم، ولكنَّها في علم التربية والتوجيه، لها أهمية كبرى، تعزّز استشعار الحاجات البشرية، وخاصة الطفولية عندما تكون في أولى مراحل نشأتها ولا يزال عودُها غَضّاً طريّاً، يحتاج إلى بسمة حبّ وحضن دافئ ولمسة حانية، عندها يكون الإحسان والعطاء هو الأبلغ أثراً والأشدّ تأثيراً؛ في صورة جمعت الإحسان في أجود مضامينه وأكمل معانيه وأفضل أوقاته، فحتماً ستكون هي الأعمق والأنقى والأبقى، وعاقبتها حينئذٍ عند الخالق سبحانه هي الحسنى، ولمن وُفّق لها في تطبيقها وتحقيق القدوة الصَّالحة فيها هي البشرى، {لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}. (يونس:64).
وهنيئاً لمن وفِّق لذلك وجمع الخير كلّه، إحساناً وعطاءً، وعسى أن يكونَ له عند المولى تعالى من ذلك الخير والإحسان جزيل المِنَح والعَطايا.