(ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين) البقرة 251
الخميس الماضي ختمت مقالتي بوعد القارئ بتقديم مقترحات لليوم الوطني لايماني بالنقد البناء الهادف وبمسؤولية الجميع عن هذا المجتمع كل حسب قدرته وما زلت عند وعدي ولكن لمستجدات طغت على سطح مجتمعنا هذه الأيام وفي لياليه المباركة من شهره المحرم وما عرف بمهرجان الدوحة العاشر للأغنية كان السبب في حجبها عنكم واقتصار ارسالها للجنة المنظمة لذاك المهرجان عسى أن ينفع بها، ورأيت أن يساهم قلمي _ وإن كان لم يبق من المهرجان الا ليلتان _ في تدارك ما يمكن فلعلها كلمات تضيء طاعة في قلب عاص أو تحرك ساكناً في نفس غافل أو تجلي غمة في فكرة مسؤول.
وثق قارئي العزيز أني على يقين بأن هذه سنة الحياة ومنظومتها بتواجد الشر والخير معاً فلم يعرف زمن بخلوه من هذه الشكليات وممارستها على مستوى الأفراد ولكن الخطورة في تعميمها ورسمية تنظيمها وخلق البيئات المنتنة والجلب عليها بصوت الشيطان وخيله ورجله، فلقد قال المصلحون انه لم يعرف زمن الخير فيه أكثر من الشر ولكن الشر أن يولى غير الخيرين زمامها.
إلى اللجنة المنظمة للمهرجان
أين الايجابيات التي تصدرتها تصريحاتكم، وما قبلها لا شك أنكم قدمتم لهذا المشروع هدفا ورسالة فما هدفه ورسالته وما نتيجته ومن فئته المستهدفة وما الثقافة التي تودون التعبير عنها للآخرين من katara وما القيم التي تهدفون إلى تحقيقها للجماهير؟ (لعل في الكاميرات والصور ما يترفع قلمي عن ذكره).
لعلكم شاركتم في إنجازات حققها هذا الوطن وتوجت بتنظيم مونديال 2022 ثم تلتها احتفالات البلاد باليوم الوطني فهل أخذتم على عاتقكم أن تكون مساهمتكم شكراً لهذه النعم وحفظاً لها، وهل راعيتم تركة صنعها المؤسس على تقوى من الله وطاعة له، وهل تدركون أن ما تنعم به بلدان الخليج ومنها قطر إنما هو بفضل من الله بالتزام أهلها بكتاب ربها واقامتهم لذكره ووقوفهم عند نهيه ومسارعتهم للخيرات (حفظوا الله فحفظهم) وأن هذا ما كان لجيوش نملكها أو عتاد يمنعنا ولا مهرجانات نقيمها والمثال حيّ بين أعينكم.
إلى إخواننا المطربين والمطربات
حقاً هناك من تطربون وبأصواتكم ينتشون ولكل (………..) بأفكارهم يهيمون ولكنكم ما تزالون أناسا خيرين، للخير تطمحون ولربكم ترجون وتعرفون أنه الكبير وليس من خدعكم وقال انكم الكبيرون فهو كبير بحِلمه إذ أمهلكم لتعودوا، وهو القدير -ولستم أنتم- الذي يقدر عليكم ومع هذا أفسح المجال لكم لعلكم بفضله تعترفون.
أما الجماهير التي تصفق لكم فقد تحالفوا مع النفس الأمارة بالسوء والشيطان عليكم؛ حتى اذا مرت السنون وضعف الجسد أسلموكم الى غربة الحياة وضعف الشيخوخة ونهاية سيناريو معروفة مكررة متشابهة في مجملها العبر لمن يعتبر فهل أجبت هذا الداعي (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق) الحديد 16
إلى الصحف الغراء
تبدأ مصروفاتنا اليومية بشرائك ثقة منا بكِ وبالقائمين عليك لنتابع من خلالك انجازات لبلدنا نحييها وأخبارا لمجتمعنا نساهم فيها، وأموال لأسواقنا نلحظها ثم أخبار أمم نحمد الله على السلامة منها وأخرى نسأل الله أن نحذو حذوهم في تقدمهم، وما كنا لنطمح أن نرى فيها ما يدعو لرذيلة أو يشيع فاحشة على صفحاتها فليس للسهو أو النسيان مجال أمام طاقمها الرقابي فكيف تمنح تلك المساحات فيها لاعلانات تدعو إلى احتفالات فندقية تنكرية أقيمت لتعمل ما شئت وتمارس فجورك وفسقك بلا هوية سوى _ أنك انسان لا مبدأ لك ولا قيمة _ ثم ينتهي مطافك في غرفهم وكرم ضيافتهم أشلاء حيوانية.
ان مسؤوليتكم عظيمة، مسؤولية تنحي القيم المادية إذا تضاربت مع ما يمس قيمة الانسان في دينه وأخلاقه واذا مست الوطن في نعمته وما حباه الله من أمن مجتمعات وسلامة أوطان لصحفكم دور كبير في ترسيخها.
قناتنا الفضائية
نعلم بواجبكم في تغطية فعاليات الوطن وإبراز ما يحدث على أرضه وما نرجوه هو معرفة القائمين عليه بأنه تلفزيون قطر ولأهلها ولاظهار الصورة الحقيقية عنهم ولنا هوية وفن وثقافتنا غنية ولسنا جسورا تعبر عليها أمم أخرى مهما غلفت بمسميات تناقض الحقيقة والمشاهد.
قبل الختام
كلمات اقدمها بين يديك مساحتها صغيرة جداً امام ما احتلته تلك الدعايات والتغطيات ولكني اثق بالله وبسنته وأن علينا كما قال السباعي رحمه الله لا تتأخر عن كلمة الحق بحجة أنها لا تسمع فما من بذرة طيبة إلا ولها أرض خصبة وانه وإن كان الباطل أعلى وأقوى فان الحق أثبت وأبقى وان حماية المجتمعات والذود عن أخلاقها واجب على كل من يعيش فيها ويؤمن بدينه ويؤدي حق وطنه.
الختام
تحية شكر وامتنان لكل تواصل أعقب مقالتي الخميس الماضي ونفس المشاعر سأحملها لكل ناصح أو ناقد.

مداد فكر

النشرة البريدية

اشترك فى النشرة البريدية لمعرفة كل جيد عن الدكتورة نورة